هل هي مؤامرة أم تصفيات حسابات ليس إلا ؟

 
ذات يوم خرجت الفتاة من احضان عائلتها في منتصف الليل متجهة الى مذينة طنجة بحثا عن العمل ، وهروبا من الواقع المعيشي والعائلي المر ، دون سابق انذار عائلتها.
وكانت هذه الفتاة في كل منتصف الاسبوع تذهب الى مذينة مارتيل لقضاء يوم عطلة.
وذات يوم وفي كورنيش المضيق تعرضت للتحرش من طرف شخص يدعي زيد وهو يمدحها بأنها فتاة راقية وجميلة ووو...تمردت الفتاة عن كلامه وبدأت تفكر ، واستسلمت في الاخير وأعطت له رقمها الهاتفي.
وفي مساء من نفس اليوم ومع حلول الساعة العاشرة ، أخذ زيد هاتفه مدونا تلك الرقم وبدأ يتصل ، وعندما اجابته بدأت تروي له قصتها والمشاكل التي تمر منها.
استمع لها زيد وتقاسم معها الالم والحزن ، وفي الأخير فكر في ربط معها علاقة حب ، مما جعله يتصل بها في كل منتصف الاسبوع ويأخذها معه الى منزله.
وذات يوم بدأت الفتاة تنكشف أسرارها وبدأت القمعة تسقط شيئا فشئا ، وعائلتها متلطخة بين مطرقة البحث وسندال الوقت الذي يمر بسرعة ، والفتاة لم يظهر لها أي غبار ، وعندما بدأت ملامح الفتاة تظهر ، وأنباء تتهاطل على عائتها بأنها موجودة في مذينة مارتيل ، مما جعل الاب يحرك هاتفه مخاطبا أحد زملائه في مذينة مارتيل لكي يتوسط له مع ابنته حتى يقنعها بالعودة الى احضان اسرتها الصغيرة   .
وبعدما تحدث هذا الرجل مع الفتاة وقنعها لكي تعود الى اسرتها ، بدأت تخطط كيف تخرج من هذا المأزق ، وتعود الى عائلتها كأنها مضلومة تعرضت للإختطاف من شخص يدعى زيد وليس ضالمة بحكم انها خرجت من منزها من تلقاء نفسها.
ومع حلول شهر شتنبر من العام 2015 ، اتصلت الفتاة بأخيها منير الذي يقطن في قرية إزيارن ، وأخبرته بأنها تعرضت لعملية اختطاف من طرف شخص يدعي زيد والذي يقطن في حي أحريق مارتيل .
أخذ الاخ الكبير للفتاة جميع المعطيات وانتقل الى مذينة مارتيل فذهب مع اخته وأشارت له بأصابعها الى المنزل الذي كانت مختطفة فيه كما تروي الفتاة ، وأعطت له صور عاشقها زيد الذي أمضى مها ليالي رومنسية.
فانصرف الأخ الكبير للفتاة وبجواره أخته ، فاقتنى تذكرة لأخته متجهة الى منزل عائلتها ، واطمأن عليها حتى وصلت الى مآربها.
وبعد ذلك ذهب الى المقهى ، فجلس وبدأ يخطط لعملية اجرامية ، مرت نحو 10 دقائق فاتصل بأحد أصدقائه لكي يجلب له عصابة اجرامية لكي تنفذ له الفعل الجرمي.
وبعد يومين التقى منير الاخ الكبير للفتاة مع زعيم العصابة ، واستعرض عليه القضية وزوده بالصور للمكان المستهدف ، والشخص المعني بالضبط ، واتفق زعيم العصابة معه على مبلغ 20 الف درهم لكي ينفد له هذه العملية ، مقابل تزويده بفيديو يبين له حقيقة الهجوم على المنزل والضرب والجرح في حق زيد.
وعندما اتفقوا على جميع الجوانب وتوصلوا بجميع المعطيات ، بدأو يخطط للهجوم على المنزل.
في الثلاثة الايام الاولى خصصها اللصوص لمراقبة المنزل من الخلف حتى تتضح لهم الرؤية على الاشخاص القاطنين هناك .
وفي يوم الجمعة ومع حلول الساعة الثامنة صباحا اجتمع اللصوص الثلاثة لتنفيذ مخططهم واتفقوا على طريقة الهجوم .
ومع الثامنة ونصف أخذوا أسلحتهم البيضاء متجهين نحو المكان المقصود استهدافه.وعندما اقتربوا ، وفجأة يشاهدون عبد القادر الاخ الكبير زيد وهو خارج من المنزل المستهدف ، فتريضوا قليلا حتى يبتعد على المنزل .
وبعد مرور بضع دقائق تقدم احد اللصوص بهدوء وبدأ يطرق في الباب ،فسمع ايمن صديق زيد دقات في الباب ، فاستيقظ من مكانه متجها نحو الباب ، وضع يده على الزر لفتح الباب دون مساءلة من يطرقها ، وهو ربما كان يعتقد هناك عبد القادر أخ زيد يطرق الباب ، وبمجرد فتحه للباب تلقى لكمة قوية من طرف شخص مجهول ليلقيه أرضا ، وهجم المجهولين الآخرين على الضحية المستهدف الاكبر ( زيد ) الذي كان يغص في النوم ، مما جعله يتعرض للكمات قوية ولطعنات على مستوى الفاخض ، بواسطة اسلحة بيضاء حتى تركوه كجثة هامدة لا يستطيع التحرك ، اما ( ايمن ) لم يتعرض للضرب مثل زيد لأنه ليس مستهدفا ، أبى إلا أن يكون متفرجا وهو مقطون الآيادي ، وعلى وجهه قمامة سوداء.
وقبل ما ينصرفوا اللصوص سطو على حقيبة وفي متنها 7 الف درهم وهواتف دكية بالاضافة الى حاسوب متنقل .
وفي الختام أخذوا الإبريق فملأه بالماء ووضعه فوق الفرن ، وأخذوا الشاي وبدأو يحضروا وجبة الفطور.فبدأو يشربون الشاي مع تعاطيهم للمخدرات وحرقهم للسجائر حتى تركو المنزل كله ضباب بسبب التدخين.
وعند خروجهم أقفلوا الباب بواسطة آلة حديدية حتى لا يستطيعوا الخروج ورائهم في تلك اللحظة.
وبعد ذلك فكر ايمن الخروج فلم يجد أمامه سوى باب السقف العلوي ، فصعد الى السقف وأرمى بنفسه ارضا ، متجها نحو مخفر الشرطة ليبلغهم بالحادث المأساوي.
وبعد ذلك حل رجال الشرطة في عين المكان لتدوين الاجراءات القانونية وتقديم الاسعافات الضرورية للضحية.
وبعدما حضر رجال الشرطة الى عين المكان ، تم نقل الضحية الى مستشفى سانيت الرمل لتلقى الاسعافات الضرورية ، وفتح تحقيق في اسباب الحادث.


الى هنا انتهت القصة اذا كان هناك تشابه في الاسماء او الاماكن فهو من محض الصدفة ليس إلا .
مشاركة على

مدونة احمد بوزيد

وصف الكاتب هنا

    التعليق بإستخدام حساب جوجل
    تعليقات الفيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

المتواجدون الآن